وطنية

“إلموندو” تحارب المغرب في أمنه و صحراءه بقفازات اليمين المتطرف

الرباط اليوم: حسن شاكر

نعتقـد انـنا بمرور بعض الوقت قــد تجاوزنا كل تــأثير جانبـي أو عاطفي ، لما جاء في النسخة الورقية لجريدة إلمونــدو الاسبانية يــوم الاحد ، و تمت إعادته في النسخة الالكترونية يــوم الثلاثاء بخصوص نشر معلومات عن أموال عمومية موجهة لتمويل أنشطة تتعلق بالشأن الديني بإسبانيا و تورط شخصيات تنتمي الى مؤسسات دستورية و سيادية بالمغرب….
فعامل الوقت نفسه مكننا من التــأمل في كل ما ورد في الجريــدة الاسبانية ، و سمح لنا بفرصة مناقشة ملابساته و أسباب نزوله بكل موضوعية ، مما يستوجب نقاش عناصر شكلية و أخرى موضوعية…
وهنــا نُـنــوه بالخروج السريع لممثلي بعض المؤسسات المذكورة في المقال ، بالرد عليها و التنديد بمحتواه و كذا بـالمتابعة القضائية لكل من جريدة إلمونــدو و الصحافي ” لــوكاس دي لا كال “…
كما انه لا بــد من التذكير بالعداء المجاني التي تحمله جريدة إلمونــدو الاسبانية لكل الرموز السيادية المغربية ، و تكفي اطلالــة سريعة لمحتوى أرشيف الجريدة الالكترونية حتى يقف القارئ على هــذا الكم الهائل من العداء و الترصد ، و خاصة فيما يتعلق بملفات الصحراء المغربية و الهجرة وكل الانزلاقات التي تعرفها بعض القطاعات ، كما ان منسوب العــداء يرتفع عند الحديث عن الحياة الخاصة لأفـراد العائلة الملكية الشريفة…
وهــو تذكيــر نهدف من خلاله طرد عامل أو عنصر الصدفة من كل تحليل موضوعي ، لأن الامر هــو أكبر من مقــال ، بل هــو هجــوم مبرمج و سلسلة عــداء على حلقات تقف وراءها أجهزة و مؤسسات كبيرة تفــوق بكثير حجم صحافي مرتزق يعمل ” بالقطعة ” فْـريلانس , و يتخصص في ملفـات مغربية ، بـل و يـنسج بشكل ماكـر علاقـات مع مغاربة من نوع خاص مقيمين بالخارج و خاصة بكطالونيا و سبتة و مليليـة…

لــن نرجع لمحتوى المقال لأنــه اعتمد ” الاتجاه الواحد ” و لم يستمع الى الأطراف الأخـرى ، أو لـوجهة النظر الأخــرى ، لأن الهدف منه هــو اطلاق العنان لكيل الاتهامات و النفخ في الأرقــام و الاحداث و نشر تفسير خاطئ عن اختصاصات مجلس الجالية المنظمة أصلا في الفصل 163 من دستور 2011 و كذا بظهير تــأسيسه في دجنـبر 2007 ، اكثر من هــذا توريط اشخاص ينتمون الى مؤسسات سياديــة تقوم بحماية أمن الوطن….
لــن نرجع لمحتوى المقال أيضا ، لأن مضمونه مردود عليه بمجرد العلم ان اغلب المعلومات الواردة في المقال قــد استقاها الصحافي المرتزق و المسترزق من كتاب صدر حديثــا ( سنة 2019 ) تحت اسم “العميل المظلــم ” لمؤلف مجهول لكــن من تقديــم الصحافي ” إغناسيو سامبيرو ” المشهور بعــداءه للمغرب ، لــذلك فبعـد مرحلــة الكتاب ، احتاجوا في مرحلة المقال لقلــم مُرتزق و مغمور حاصل على شهادة في التربية الجنسية فقــط…اي لوكاس….


و كتــاب ” العميل المظلم ” للمؤلف المجهول يدخل في جنس السيرة الذاتية ، لكن المقدمة تخبرنا بشكل فكاهي ان الكتاب هو قصة عميل اخترق جهاز المخابرات المغربية بإسبانيا و انه توصل الى معلومات حساسة ، كما تخبرنا مقدمة الكتاب الى ان ” السيد المجهول ” قـــد تعمد إخفــاء المعلومات الشخصية و الأماكن و الأرقام حتى لا يتعرف عليه أي احد وهـــو الذي انتقل الى مدينة أخرى بعيدة ، و يزاول نشاطا تجاريا مختلفا ، مما يجعلنا امام كتاب غير واقعي فيه من الخيال ما يرفع السيرة الذاتية الى رواية تصلح لـفيلم سينمائي مليئ بالاثارة و التشويق و الخيال و ليس لسيرة ذاتية و اقـعية….
ومن جهة أخرى ، فان السرد المتكرر و التأكيـد على الاختفاء وراء أسماء مستعارة و إخفاء الأماكن يــدل على ان شخصية الكاتب لا تتمتع بكامل الثقة في النفس و انه ليس بتلك الجرأة لطرح ملفات ملغمة ، كما ان مبالغته في التأكيد على إخفاء شخصيته لا يُـعتبر حرصا بل هــو هلع يجعلك تشم رائحة خيانته في الشارع المجاور و ليس تواجده بمدينة أخرى كما يبالغ هو في الادعاء بذلك ….
مما يجعنا نطــرح السؤال…
اذا كان لا يقوى على التعريف باسمه فما هــو الهدف من كل الاثارة السينمائية…؟ و هل صحيح ان تأليف الكتاب تم من طرف ” السيد المظلم ” أم من جهاز كبير و منظم …. ؟
و إذا كان المؤلف الفردي أو الجماعي للكتاب قــد أخفى حقيقة الأرقـــام ، فكيف تسنى للصحافي المرتــزق من نشر أرقــام مشكوك في مصدرها ….؟
لــذلك نعتقــد ان أصل الــورم ليس المقال بل من وراء الكتاب ، و ان المقال هو مجرد حلقة من مسلسل ننتظر حلقاته الجديدة في المستقبل ، لكــن بــأبطال جُـدُد و أرقام و حقائـق جديدة….

و من جهة أخرى ، نعتقد ان سردنــا لبعض الحقائـق تتضمن مفاتيح مهمة لــقراءة مضمون المقال و كذا النية المُبيتــة لمن وراء الكتاب و جريــدة إلمونــدو الاسبانية…
كسفر الصحافي لــوكاس رفقة منظمة دولية غير حكومية الى الجنوب المغربي ( الصحراء المغربية ) و توزيعهم للهدايـا و اللعب للأطفال في اطار سباق ” رالي التضامن “…
مقالات لــوكاس تلقى الـتأييــد و إعادة النشر في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للعديدة من افراد البوليساريو خاصة بإسبانيا ….
فهـــل هي الصدفة المحضة أم البحث عــن المعلومة و السبق في اطار العمل الصحفي..؟ و هــنا نستحضر الجارة الشقيقة الجزائر التي تعيش منذ عدة أشهر على ايقــاعات ساخنة و الاحتجاجات و العزل و التسريح و الاستقالات و تأجيل الرئاسيات اكثر من مرة ، كما عاشت على أزمات ملف الهجرة وغيرها …. فهل لا يستحق كل هــذا بعض الوقت والــقليل من الاهتمام من الصحفي اللامع و من الجريدة النزيهة….؟
يبــدو ان الاحرار من أبنـــاء و طني سيفهمون هــذه المفاتيح و سيقفـــون على حقيقة أطراف المواجهة ، و سيفهمون القصد من سرد هــذه المفاتيح ، وهــو ما يستوجب الحذر في تناول هذا الموضوع بجرأة زائفة و البحث عن الصيد في الماء العكر…

ومن جهة أخرى ، فان ســؤال تـوقيت النشر هــو أكثر من مهــم ، فقد جاء على بُـعد أيــام قليلة من انتخابات عرفت انتصارا كبيرا لتيارات أحزاب الوسط و البيئة و الخضر و انهزام كبير لليمين المتطرف خاصة في معاقله حيث المهاجرين المغاربة ، في انتظار الإعلان عن المناصب الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي حيث ستبعد الأحزاب اليمينية المتطرفة مما يجعلها في حالة حملة انتخابية متواصلة….
كما انه جــاء بعد اعلان الاتحاد الأوروبي عن رفعه للدعم المادي للمغرب لمساعدته في محاربة الهجرة الشرعية و تخصيصه لأكثر من 130 مليون أورو…مما يعني عدم عزل المغرب في ملف الهجرة مع الجارة الاسبانية وهو الذي يمثل الخبز اليومي لكل أحزاب اليمين المتطرف….
كما ان كتاب ” العميل المظلم ” هــو موجه أساسا لجهاز المخابرات المغربية بالخارج ، و الذي اصبح عنصرا مهما في معادلة الإرهاب الدولي و في تفكيك الخلايا الإرهابية بما فيها النائمة ، كما تشهد كل الأجهزة العالمية بقوته و تنظيمه و استباقية معلوماته ، فهل القصد هو كسر شوكة الجهاز المغربي بالقول باختراقه و التوفر على معلومات حساسة…
لذلك فنحن لا نطالب بتبرير من المؤسسات السيادية للمعطيات الواردة في خردة المقال الاسباني لأننا بذلك سنخرق احد أسس عملها وهــو السرية ، وهو بالضبط ما ترمي اليه الجهات المصدرة لكتاب ” العميل المظلم ” لأننا كلــنا ثقة في وطنية و جدية مسؤولي المؤسسات السيادية بالخارج ، ليبقى الربح الوحيد من كل هذه الزوبعة الإعلامية وهو الرفع من مبيعات كتاب مظلم بمعلومات مظللة و بكاتب مجهول….
ملاحظة أخيــرة ، في نفس الجريدة المونــدو و في نفس عــدد اليــوم ستنشر مـقالا غير منصف عن الصحراء المغربية… فـقـد تعــددت الضربات و الهدف واحــد هو الــــوطن و ليس غيره….


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى