RABATTODAYالرئيسيةوطنية

إبراهيم غالي.. إبن الرحامنة الذي يستعد لحمل السلاح ضد الرباط

57812a8ab776c
الرباط اليوم
منذ أن اعلن رسميا عن وفاة محمد عبد العزيز، توالت أسماء القادة المرشحين لخلافته، قبل أن ستشهد جبهة البوليساريو لأول مرة في تاريخها مرحلة انتقالية لم تكن عادية، خاصة بعد أن قضى محمد عبد العزيز أزيد من ثلاثة عقود ونصف رئيسا للجبهة.

غير أن الجبهة شهدت اليوم السبت مرحلة جديدة بعد أن تم “تعيين” إبراهيم غالي، إبن منطقة الرحامنة، خليفة لعبد العزيز المراكشي كما كان متوقعا، وبمباركة من المخابرات الجزائرية المعروفة إختصارا بالـ ضRص، فمن يكون إبراهيم غالي، الذي سيكون “العدو الأول” للمغرب في السنوات المقبلة على الأقل، مادام سيقود مشروع تأسيس دولة في جنوب المغرب.

في سنة 1973، حينما أسس الولي السيد الجبهة بهدف مواجهة الاستعمار واسترجاع الصحراء للمغرب، كان محمد عبد العزيز واحدا من القادة الذين اجتمعوا في الزويرات بموريتانيا لإعلان تنظيم الجبهة.

إذا كان الولي السيد هو مؤسس جبهة البوليساريو، فإن إبراهيم غالي هو أول أمين عام لها، ليطرح إسمه بقوة مباشرة بعد وفاة المراكشي كخليفة مرتقب بمباركة المخابرات الجزائرية.

في سنة 1973، حينما اجتمع الولي ورفاقه في الزيورات بموريتانيا لتأسيس الجبهة، انتبه إلى أن قائد التنظيم لا بد أن يتحدر من الأقاليم التي كانت تقع تحت سيطرة الاستعمار الإسباني، وذلك لأن الولي كان يريد أن تكون قيادة التنظيم معروفة لدى الساكنة التي تعيش في نفس المناطق، ولذلك وقع الاختيار دون تصويت أو انتخاب على إبراهيم غالي الذي يتحدر من السمارة، في الوقت الذي يتحدر الولي السيد من طانطان.

وحينما وضع التنظيم أسسه وبنيانه، وتعمق في استقطاب الرفاق والمناضلين، تكلف الولي السيد بالقيادة في المؤتمر الوطني الثاني، ومنه بدأت مسيرة طويلة، قادت عددا منهم نحو سجون الاستعمار أو موريتانيا، ومنهم من قتل كالرئيس المؤسس، فيما سار إبراهيم غالي في مسار مختلف للأهداف التي رسمها الولي السيد.

كان أول فرع أسسته البوليساريو بتندوف، وكان محمد عبد العزيز ومحمد لامين البوهالي قد أشرفا على ولادته، وكان ذلك في عهد إبراهيم غالي دائما، وهكذا نفهم أن غالي لم يكن قائدا عاديا، ليس فقط لأنه أول أمين عام للجبهة، ولكن لكونه واحدا من القياديين الذين جالوا في الصحراء من المغرب إلى موريتانيا والجزائر، يعرف أسرارها وخباياها، كما عاش جل الحروب والمعارك التي اندلعت بين المغرب والجبهة، بل كان من أهم المرشحين لخلافة الولي السيد بعد مقتله، لكن الجزائر التي دخلت على الخط اختارت محمد عبد العزيز ليكون خليفة الولي السيد أمينا عاما للجبهة منذ السبعينيات إلى اليوم.

كانت مجموعة من المؤشرات منذ وفاة عبد العزيز المراكشي تؤكد أن إبراهيم غالي سيكون أكبر المرشحين لخلافته، أولها كونه أحد الأطر المؤسسة للجبهة، وبالتالي أحد قدمائها، أي أنه واحد من القيادات العارفة بتاريخ القضية وأسرار الجبهة ومستقبل الصراع، ثم كونه أحد الأطر التي تدرجت في عدد من المهام الحساسة في تنظيم الجبهة بما فيها وزير الدفاع، بالإضافة إلى شعبيته المتزايدة في المخيمات، وعلاقته الوطيدة بجنرالات الجزائر، حيث قضى سنوات سفيرا للبوليساريو في الجزائر العاصمة، ثم إنه أحد المقربين لدوائر القرار في البوليساريو، رفيق محمد عبد العزيز، وصديق زوجته حمدي عبد العزيز، ولكل ذلك فقد تم تعيينه اليوم أمين التنظيم السياسي للجبهة، الجهاز السياسي الذي يتحكم في دواليب تنظيمات الجبهة، ويعمل على انتشارها في كل أرجاء العالم.

باختصار، وقبل تعيينه اليوم السبت بشكل رسمي زعيما للجبهة، كان من بين أكبر المرشحين لخلافة محمد عبد العزيز، والكلام هنا لمصادر متطابقة، منها التي عادت إلى إحدى الجرائد الإلكترونية المقربة من جبهة البوليساريو لتؤكد هذا الأمر:”مباشرة بعد استقبال الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال ورمطان لعمامرة، وزير الخارجية، وقايد صالح، قائد أركان الجيش، وعبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، لعبد القادر الطالب عمار، الوزير الأول للبوليساريو، ووزير البناء وإعمار الأراضي المحررة محمد لامين البوهالي، ووزير شؤون الأرض المحتلة والجاليات محمد الولي أعكيك، والوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بأوروبا محمد سيداتي، وأمين التنظيم السياسي إبراهيم غالي، كتب موقع إلكتروني مقرب من قيادة الجبهة خبرا مفاده أن اللقاء ناقش قضية خلافة محمد عبد العزيز، وأكد حينها في نفس الخبر أن حالته الصحية تدهورت بشكل كبير، وزاد تفصيلة مفادها أن أطباء محمد عبد العزيز الإيطاليين أكدوا أن جسمه لم يعد يستجيب للعلاج، لكن الأهم في الخبر كونه أشار إلى أن قيادة البوليساريو قد تكون مجمعة على إبراهيم غالي لتولي منصب الأمين العام لجبهة البوليساريو”، لماذا؟ تتساءل “الأيام”، فيرد المصدر نفسه بناء على الخبر نفسه الذي ورد بعناية في الموقع ذاته: “إنه يحظى بثقة الجزائر التي شغل فيها سفيرا للبوليساريو، كما أنه مؤسس وتقلد منصب وزير الدفاع لأزيد من 14 سنة، ويتحدر من قبيلة الركيبات، وسبق له أن فاوض الملك الراحل وولي عهده ووزير داخليته سنة 1996، مما يكسبه شرعية بالمقارنة مع باقي الأسماء المفترضة”.

بالنسبة للجزائر فإبراهيم غالي هو الشخص المناسب، على الأقل في مرحلة انتقالية يقود فيها البوليساريو بعيدا عن أي انفلاتات محتملة أو انقلابات منتظرة، وخلاصة الكلام أن إبراهيم غالي تم تعيينه لملئ الفراغ، وقيادة الجبهة نحو المجهول لتحقيق أحلام قد تأتي أو لا تأتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى