RABATTODAYالرئيسيةسياسة

أيام عصيبة: نواكشوط تطعن الرباط و تتقرب من البوليساريو

mauritanie
الرباط اليوم: رشيد زمهوط
تفيد المعطيات الواردة من العاصمة الموريتانية نواكشوط أن حكومة الجارة الجنوبية للمملكة تحضر لتوجيه طعنة غادرة للرباط ، أياما بعد التطمينات التي حملها وزير خارجيتها إسلكو ولد أحمد إزيد بيه الى نظيره صلاح الدين مزوار قبل أقل من أسبوع و المضمنة في رسالة خطية من الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز الى جلالة الملك تفيد بحرص نواكشوط على موقع الحياد الايجابي الذي تنتهجه تجاه نزاع الصحراء المفتعل ودعمها لكل الجهود الأممية المبذولة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه ومقبول من الطرفين.

و على نقيض لغة التهدئة التي حملتها رسالة نواكشوط للرباط بغرض تبديد وغيوم التوتر الصامت التي تشوب علاقات البلدين الجارين تؤكد تسريبات صحفية من نواكشوط أن وزير خارجية بلاد شنقيط ينسق مع سفارة الجزائر بالعاصمة الموريتانية و ديوان ولد عبد العزيز خطوة تمكين جبهة البوليساريو من فتح تمثيلية دبلوماسية للجمهورية الوهمية بوسط العاصمة الموريتانية ، و هو ما يعني في الاعراف الدبلوماسية تطور الموقف الموريتاني من درجة الحياد الايجابي الى الانفتاح الدبلوماسي الرسمي على الطرح الانفصالي ، وتمكينه من مقر تمثيلية ترفع في قلب التراب الموريتاني راية الكيان الوهمي المصطنع .
و ظلت نواكشوط تتعامل بحذر و ذكاء مع ملف الصحراء حيث أنها و على الرغم من اعترافها بالجبهة الانفصالية منذ سنة 1984 إلا أن الرؤساء المتعاقبين على سدة الحكم بنواكشوط لم يقدموا طيلة ثلاثة عقود على تسجيل موقف الاعتراف الكامل بجمهورية الرابوني التي لا تعترف بها حتى الأمم المتحدة و ترتيب تدابير دبلوماسية ترسم بشكل رسمي و كامل العلاقات
الثنائية لنواكشوط مع تندوف و التي تتحكم فيها تطورات حرارة خط التناغم على محوري نواكشوط / الرباط و نواكشو/ الجزائر .
على أن الرئيس الموريتاني الحالي تنصل بشكل تدريجي محسوس عن سياسة التوازن الحذر الذي ظلت بلاده تنتهجه في تدبير علاقاتها مع الجوار الشمالي و الشرقي .
فعلى الرغم من أن الجزائر عارضت الانقلاب العسكري الذي قاد ولد عبد العزيز للحكم في غشت 2008 ، و رفضت لفترة الاعتراف بشرعيته كرئيس لموريتانيا ، الا أن هذا الأخير لم يأل جهدا طيلة الخمس سنوات الأخيرة في إرضاء حكام الجزائر عبر التقرب المسترسل من قادة جبهة الرابوني وفتح أبواب ديوان الرئاسة الموريتانية بشكل مستمر أمام موفدي قيادة الانفصاليين و تكريس التطبيع الرسمي المتزايد ولو بصفة خجولة مع قادة الجبهة و معاملتهم كوزراء «دولة ذات سيادة «، ثم نعت زعيمهم المتوفي بلقب رئيس دولة قبل أسابيع فقط.
أمميا لا تبدو المستجدات بدورها مطمئنة للمملكة فقد أسفرت عملية انتخاب الاعضاء العشر الجدد و غير الدائمين بمجلس الأمن الدولي عن استعداد ثلاث عواصم معادية للمملكة و تنهج سياسة غير ودية تجاه الرباط للالتحاق بتركيبة مجلس الأمن بداية السنة المقبلة و هي السويد وبوليفيا وإثيوبيا في حين ستغادر مدريد الهيئة الأممية المسؤولة عن حفظ الأمن ليتبقى في صف الرباط كأعضاء غير دائمين دولتان فقط هما دكار و القاهرة مما يعني أن أشهرا عصيبة تنتظر الدبلوماسية المغربية قريبا تتقاطع ضمنها تحديات وملفات حساسة جدا بدأ من الحكم الاستئنافي المرتقب للمحكمة الاوربية ثم طريقة تدبير أزمة المينورسو بالإضافة الى هوية و خلفية الشخصية التي ستخلف بان كي مون بداية السنة المقبلة و التي ستتعامل مع مجلس أمن يتواجد بداخله دبلوماسيون يتحينون الفرص المواتية للنيل من مصالح المملكة العليا ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى