RABATTODAYالرئيسيةوطنية

أسرار نجات الحسن التاني من انقلاب الصخيرات

_86634429_morocco_hassanii

الرباط اليوم: متابعة
كل الذين تابعوا المحاولات الانقلابية التي نجا منها الملك الراحل يتذكرون محاولتي الصخيرات والطائرة، لكن هناك محاولة سابقة نجا منها الملك الراحل بأعجوبة، تصادف مثل هذا الشهر من سنة 1970، وقد كانت مدينة صفرو مسرحا لها، على نحو ما يؤكده الراحل محمد الرايس في كتابه ‫”‬تذكرة ذهاب وإياب إلى جحيم تازممارت‫”.‬

يقول الرايس‫:”‬يوم 13 ماي تشكلت فرق الكوماندو عددها 15 كوماندو يضم كل واحد منها 43 شخصا مجهزين بأسلحة فردية، برمج انتقالهم إلى « عين الشكاك » للقيام بمهمة تقرر إخبارهم بها في عين المكان، كما تكون فريق آخر « بلاستون » يضم سيارات جيب عديدة جهزت بأسلحة ثقيلة « رشاشات 12.7 ملم و7.62 ملم وAA52 » وقد كان هذا الفريق مكونا فقط من الضباط وضباط الصف المدربين على الرماية‫”.‬

ويضيف الرايس في نفس الكتاب أنه في الرابع عشر من ماي، كان الجميع مستعدا للانطلاق في الساعة الثانية صباحا، وفجأة دخل القبطان بلكبير، مدير التداريب، إلى مقصف الضباط للإعلان عن إلغاء العملية المبرمجة في عين الشكاك، وذهاب فرقة « بلاستون » إلى الحاجب، مع تعديل طفيف للكوموندوهات، إذ عوض التوجه إلى « عين الشكاك » تقرر التوجه إلى صفرو من أجل التمرس على ميدان يختلف عن اهرمومو والعودة في نفس اليوم للحصول على عطلة‫.

و‬قال: ‫”‬إن الكولونيل يود مكافأتكم على مجهوداتكم ويسمح لكم بالراحة، والآن التحقوا بالمبيت وناموا إلى الصباح، الرحلة ستكون في الساعة السادسة‫”‬، وكذلك كان، فتمتعنا في الغد بثلاثة أيام عطلة واستعادت المدرسة، بعد كل الصخب والحركة والعمل ليل نهار، هدوءها وطمأنينتها، وكان ذلك مؤقتا طبعا، بعد هذه الهدنة والاستراحة المستحقة عادت الأمور إلى مجاريها وسقط كل شيء في النسيان‫”.‬

وفي الواقع، يسترسل الرايس‫، ‬كان نسيانا لم ينسه الكولونيل اعبابو الذي كانت روحه مسكونة به، لم نعد نتذكر تلك العملية الملغاة في الساعة الثانية صباحا، والحال أنه كان وراء الأكمة ما وراءها، فلقد كنا على وشك القيام بانقلاب عسكري دون دراية، ودون أدنى شك في مصداقية أفعال قائدنا الذي كان مدللا من طرف المخزن والجنرالات، ولم نكتشف الحقيقة إلا بعد مضي وقت طويل أثناء مداولات المحكمة العسكرية في القنيطرة، وياله من يقين حزين وإحباط مر..‫:”‬كان الأمر بالفعل مؤامرة خطط لها الجنرال مذبوج، رئيس الأركان ورجل ثقة الملك وقائدنا الذي يتمتع بالثقة والتقدير الملكيين، تقضي بنصب كمين للموكب الملكي على طريق فاس الحاجب مرورا بعين الشكاك، كمكان مثالي للقيام بالعملية، اختاره الإخوان اعبابو نظرا لموقعه التكتيكي، أما فرقة الشاحنات « بلاستون » فقد كانت مهمتها هي محاصرة المنصة الرسمية بالحاجب والقضاء على أية مقاومة محتملة، والحال أن تغيرا طارئا في اللحظة الأخيرة أجبر المتآمرين على تعديل الخطة، فهذا التعديل المفاجئ في البروتوكول، لا سيما ما يتعلق منه بأمن الموكب، دفع المتآمرين إلى إلغاء العملية‫”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى