وطنية

أزيد من 80 في المائة من الآباء اختاروا التعليم الحضوري

الرباط اليوم

كما كان متوقعا، أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، أن نسبة الأسر التي عبرت عن الرغبة في استفادة أبنائها من نمط التعليم الحضوري، تتجاوز 80 في المائة، وذاك إلى حدود صبيحة اليوم الخميس.

جاء ذلك ضمن إفادة قدمها الوزير أمام أعضاء المجلس الحكومي الذي انعقد اليوم، حيث استعرض تفاصيل الاستعدادات الجارية للتحضير للدخول المدرسي 2020-2021، بتنسيق مع السلطات الصحية والمحلية، من خلال تفعيل البروتوكول الصحي.

المعطيات الدالة التي كشف عنها الوزير أمزازي اليوم الخميس، تضعه في موقف محرج، مُخالفةََ تطلعاته ومُناقضةََ لتصريحاته في قبة البرلمان، الأسبوع الماضي، حينما أبرز أن “التعليم عن بعد” هو الصيغة الأساسية التي سيعتمدها المغرب في هذا الدخول المدرسي الاستثنائي بالنسبة لجميع المستويات الدراسية، من خلال بث الدروس المصورة عبر القنوات التلفزية والأقسام الافتراضية.

هذا الإقبال الكبير على التعليم الحضوري بدل عن بعد، يجعل جميع استعدادات وزارة التربية الوطنية بشراكة مع وزارتي الداخلية والصحة لتأمين دخول مدرسي في ظروف صحية جيدة، على كف عفريت؛ في ظل وضعية وبائية مقلقة للغاية، علاوة على ضعف الإمكانيات وصعوبة تنفيذ البروتوكول الصحي الذي سنته الوزارة على أرض الواقع، بالنظر إلى هشاشة بنيات الاستقبال العمومية وعدم توفر مجملها على أدنى شروط الوقاية من الفيروس.

تبعا لذلك، أحيى هذا المستجد مطلبا ملحا رفعه عدد من الفاعلين التربويين والنقابيين والمدنيين بوجوب تأجيل الدخول المدرسي إلى حين استقرار الوضعية الوبائية بالمملكة. وهو المطلب الذي يشدد عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، على راهنيته.

وحذر الراقي ضمن تصريح لموقع “الأول”، من مغبة وقوع “كارثة”، على غرار ما أسماها بـ”مهزلة” عيد الأضحى الماضي، بسبب تشبث الدولة بإقامة هذه الشعيرة حرصا على مصالح اللوبي الاقتصادي واللوبي الديني، غير منصتة للأصوات التي دعت إلى إلغائه لعدة اعتبارات. “أُذَكّر بما عشناه من مهزلة خلال عيد الأضحى لأقول إننا سنصطدم بنفس السيناريو إذا لم نؤجل الدخول المدرسي”.

وأضاف المسؤول النقابي عينه أن انطلاق الموسم الدراسي في ظل الوضعية الوبائية الحالية بمختلف مدن وعمالات المملكة هي مغامرة غير محسوية العواقب، موضحا أن هناك مؤشرات غير مطمئنة بتاتا، أجملها، بناء على المعيطات التي توصلت بها نقابته اليوم الخميس، في غياب تام لوسائل الوقاية من الفيروس التاجي بالمؤسسات التعليمية التي تتواجد فيها حاليا الأطر الإدارية والتربوية، ما يعني حسب الراقي أن البروتوكول الصحي مجرد حبر على ورق، متسائلا: “كيف سنستقبل 10 مليون تلميذ الإثنين المقبل والمؤسسات لا تتوفر على وسائل الوقاية؟”.

تنقل ثلث ساكنة المملكة، سيطرح وفق القيادي في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إكراهات عديدة وسيفاقم انتشار الوباء، محذرا بالقول: “إننا نتجه نحو إعادة نفس سيناريو مهزلة عيد الأضحى”.

إلى ذلك، يفسر الراقي ضعف إقبال الأسر على التعليم عن بعد بكون هذا النمط الدراسي أثبت فشله في المغرب، عندما اعتمدته وزارة التعليم شهر مارس الفائت بسبب الجائحة، موردا أن شروطه الضرورية لم تعمل الحكومة على توفيرها ومعتبرا في الآن ذاته أن التعليم عن بعد في المغرب يعني اللاتمدرس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى