RABATTODAYالرئيسيةسـلا اليوم

أحياء مدينة سلا .. منظر المتسولين والمعتوهين

374870_217950351612818_1728380712_n
الرباط اليوم
أصبح منظر المتسولين والمعتوهين أمرا مألوفا في العديد من أحياء مدينة سلا، خصوصا بمدارات الشوارع وبالمقاهي، بالمدينة العتيقة، أمام المساجد وبحافلات النقل الحضري… كل يختار طريقته في التسول.. مسنون بلباس رث، يتأبطون عصيا، نساء يرافقهن أطفال صغار، يمتهنون التسول عبر الاستجداء تارة وعبر إبراز العاهات والإعاقات تارة أخرى..
منهم من أصبح محتلا بكراسيه المتحركة مدارات بعينها غير مكترث بحركة وسائل النقل التي تمر بمحاذاته، حيث يستغل توقف هذه الأخيرة لاستدرار عطف السائقين بشكل مباشر أو بإرغامهم على شراء علب “كلينكس “أحيانا كثيرة..
ظاهرة التسول أخذت تتسع، دون أن ينفع في الحد منها تدخلات الدوريات الأمنية التي تضطر لإبعادهم عن الأماكن العامة وإطلاقهم في غياب بنيات للاستقبال خاصة بهذه الشريحة كالمراكز الاجتماعية والخيريات..
شارع الخطابي، ابن الهيثم، مدار حي السلام، قرب كارفور، نقط من بين أخرى تعرف حركة دؤوبة لمثل هذه الجماعات المتسولة، التي تستغل أطفالا صغارا، حيث يبدوا لأول وهلة أن أعضاءها منظمون ويعرف بعضهم بعضا، يوزعون الأدوار فيما بينهم وأوقات العمل حتى، وسيلتهم في التسول “علب كلينكس”، وهدفهم واحد “البحث عن سائق سيارة لشراء علبة أو قصد الحصول على الصدقة..”نوع آخر من المتسولين هذه المرة من صنف المعتوهين الذين يتوهون في الشوارع بلباس شبه عاري، وأجساد تعتليها طبقات من الوسخ، يرشفون دخان أعقاب السجائر، ويستدرون عطف زبناء المقاهي والمارة، من أجل شراء “الكارو”، أو الخبز والسردين، فيما البعض الآخر منهم يدمن على المخدرات مثل الحشيش والقرقوبي، وهو ما يظهر بجلاء في سحنات وجوههم وطريقة استجدائهم التي تتميز بالملامح الحادة والصوت المرتفع الغاضب…
لظاهرة كما سبق وذكرنا في اتساع مستمر، وأكيد أن هناك من يحترف هذه الوسيلة ولا يعدم في أن يلقى الوسائل في ذلك، فالكل متوفر، الظروف المزرية من فقر، جهل، يد عاملة من مختلف الأعمار ذكورا وإناث بدون شغل، أصحاب العاهات، إضافة للمجال المفتوح ، وما تذره هذه الوسيلة من أموال على محترفيها، فهل هناك جهود تبذل بالمدينة للحد منها؟
تجارب محدودة محليا لبعض الجمعيات حاولت الانخراط في مشاريع لمحاربة التسول، أغلبها تعثر ولم ينجح.
فرع الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، خاض تجربة في الموضوع مابين سنوات 2005و2007، بشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية والتضامن، في إطار المشروع الوطني لمحاربة التسول، حيث كان البرنامج يهدف إلى الحد من هذه الظاهرة، عبر دعم الأشخاص الذين يمارسون التسول بمبالغ مالية مابين 4000 إلى 6000درهم والمواكبة لخلق مشاريع مدرة للدخل..
وقد استفاد الفرع من هذا المشروع باحتضان 7 حالات، لكن حسب مصدر من الجمعية، فقد كانت النتائج غير مشجعة، فبالرغم من كون الفكرة والمشروع مبادرة محمودة إلا أن الأمر كان يحتاج إلى الإعداد والدراسات القبلية، فجل الجمعيات المشاركة لم تتلق أي تكوين حول كيفية المتابعة وطرق الاشتغال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى